اسباب الشفة الارنبية وطرق علاجها

الشفة الأرنبية

الشفة الارنبية من العيوب الخلقية التي تصيب الجنين في مراحل نموه الأولى داخل الرحم، والتي أصبحت من المشكلات الشائعة في ذلك الوقت، والتي يسهل علاجها بالعديد من الطرق الطبية للوصول إلى الشكل الطبيعي للفم، عند تحديد اسباب الشفة الارنبية وطرق علاجها المناسبة لنوع التشوه.

ولكنها من الأمور المقلقة وصعبة التقبل خاصة للآباء، وذلك لتأثيرها على شكل حديثي الولادة، وكذلك صحته العامة، لما تسببه من مضاعفات، قد تؤدى بحياة الرضيع إلى الخطر.

ما هي الشفة الارنبية؟

الشفة الأرنبية هي انقسام الشفة العليا أو السفلى خلال الأشهر الأولى من نمو الجنين، والذي يبدأ الترابط بينهما خلال الثلاثة شهور الأولى من الحمل. ولكن قد يحدث خلل في عملية تكوين الأنسجة الرابطة بين جانبي الشفة، لتؤثر على تلاحمها، وتظهر متفرقة على غير المعتاد، لتؤثر على شكل الفم والوجه بشكل عام. وذلك ما يحدث نتيجة العديد من الأسباب البيئية والجينية، لتنقسم إلى عدد من الأنواع المختلفة.

أسباب الشفة الارنبية

يحدث التشوه بالفم وانشقاق الشفاه نتيجة العديد من العوامل، والتي يصعب تحديدها وفقًا لكل حالة، ولكنها عادة ما تنحصر بينها. ومن أهم تلك العوامل:

  • عوامل وراثية

تلعب الجينات الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالتشوهات الخلقية. لذلك هي من أهم أسباب انشقاق الشفة. فالأطفال الناتجين عن زواج الأقارب هم الأكثر عرضة بها. وكذلك من يعاني أحد آبائهم من تلك المشكلة، دون تدخل علاجي في مراحل مبكرة. ولكن حتى الآن لم يصدر بيان علمي يؤكد السبب الوراثي القاطع في الإصابة.

  • عوامل بيئية

تؤثر العوامل البيئية على صحة الأم والجنين، خاصة عند إصابة الأم بأي من الأمراض خلال فترة الحمل الأولى، وحاجتها لتناول بعض الأدوية المحظورة، وذلك ما يجعل طفلها أكثر عرضة لخطر التشوه ومن أكثر الأسباب البيئية للشفة الأرنبية:

  • تناول الأدوية غير المناسبة للحمل. 
  • الإصابة بمشكلات الغدد الصماء.
  • الخضوع للأشعة المقطعية أثناء الحمل.
  • إهمال تناول أدوية حمض الفوليك في الشهور الأولى.
  • الالتزام ببعض الأدوية العلاجية الخاصة بالقلب، الصرع، السكر، الضغط، وأدوية الكورتيزون.
  • إصابة الرحم بعدوى بكتيرية.
  • إصابة الأم بالحصبة الألمانية.
  • سوء تغذية المرأة أثناء الحمل.
  • التدخين خلال فترة الحمل.

أنواع الشفة الأرنبية

هناك العديد من أنواع الشفة الأرنبية، والتي يمكن أن يصاب بها الأطفال من ذكور أو إناث، بمعدل يصل إلى طفل واحد بين كل 750 طفل.

تختلف أنواع الشفة الأرنبية باختلاف سبب الإصابة، وفترة توقف الحنك عن الالتحام أثناء تكوينه. وتتمثل تلك الأنواع في:

  • الشق الكامل للأنف

وهو انشقاق الشفايف المتصل بالأنف ، اللثة، والحلق. والذي يحتاج إلى العديد من الجراحات الطبية للعمل على إغلاق تلك الشقوق، بصورة فردية، مع التأكد من أدائها الوظيفي السليم.

  • الشق الناقص

يقصد بالشق الناقص، نوع تشوه الشفايف المقتصر على الحنك فقط، دون الوصول إلى الأنف. وهو من أكثر الأنواع انتشارًا، ويصاب به الرضع الذكور، ضعف الرضع الإناث.

  • شفة بشق أحادي

قد يحدث الشق في أحد جوانب الفم فقط، سواء كان بالجزء العلوي أو السفلي. لتجده يبدأ من منتصف الفم، تصل تصل إلى فتحة الأنف، على عكس الطرف الآخر.

  • شفة بشق ثنائي

وهو الشق في جانبي الفم، وتباعدهم من منطقة المنتصف، وعادة ما يصيب ذلك النوع الشفاه العلوية، والذي قد يمتد للأنف أو لا. كما يعد من أصعب الأنواع لما يسببه من مشكلات صحية للطفل.

مضاعفات الشفة الارنبية

ترافق الشفة الأرنبية العديد من الاضطرابات الصحية، والتي تؤثر على الطفل بشكل كبير، وتعيق نموه، بدون الشعور بالألم. ومن أكثر مضاعفات الشفة الارنبية انتشارًا، في حالة إهمال علاجها:

  • صعوبة الرضاعة

يؤثر انشقاق الشفاه على عملية الرضاعة، وقد يؤدي إلى خطورة تسرب الحليب إلى الأنف، مما يسبب صعوبة التنفس والاختناق.

ولتلك المشكلة العديد من الحلول الفعالة من زجاجات حليب صناعية، بحلقات رفيعة، تسهل عملية البلع المباشر، وشفاه صناعية معلقة.

  • التهابات اللثة وتشوه الأسنان

يساعد انشقاق الفم، على تراكم البكتيريا على سطح اللثة، وتكوين الالتهابات والتقرحات. كما يسبب مشكلات في تكوين الأسنان وبروزها بطريقة مصفوفة سليمة. وذلك ما يحتاج إلى التدخل الطبي للعمل على علاج مشكلات اللثة، واعوجاج الأسنان.

  • تأخر الكلام

للشفايف تأثير كبير على مخارج الحروف، والنطق السليم. وتلك من المشكلات التي يواجهها الأطفال المصابون بانشقاق الشفة الكلي والمزدوج، لصعوبة الكلام وصعوبة فهمة أيضًا.

  • ضعف السمع

هناك حلقة وصل تجمع بين الحلق والأذن، وعند الإصابة بالشفة الأرنبية الكلي من الحلق إلى الأنف، يؤثر على العضلات الرابطة ويسبب التهاب الأذن الوسطى، مما يضعف السمع وقد يؤدي إلى فقده التام عند إهمال علاجه.

  • الصدمات النفسية

عند تعرض الطفل للعالم الخارجي ويبدأ في ملاحظة الفرق بينه وبين زملائه. كما يتأثر الطفل بشكل كبير بالتعليقات المتعجبة على اختلاف مظهره، خاصة عند دخول المرحلة التعليمية. ويعود ذلك الاحتكاك بالعالم الخارجي، إلى ظهور مجموعة من الاضطرابات النفسية للطفل من فقد الثقة بالنفس، العزلة، الرهاب، والاكتئاب في بعض الأحيان.وذلك ما يمر به والداه أيضًا، نتيجة الضغوطات المجتمعية وتوجيه أصابع الاتهام نحوهم لإهمال علاج طفلهم.

تشخيص الشفة الارنبية

لا تحتاج الشفة الارنبية إلى تشخيص عند ولادة الطفل، فهي واضحة تمامًا. ولكن يمكن تشخيصها قبل الولادة، بدأ من الشهر الرابع أو الخامس، وذلك عند الفحص الدوري لحالة الجنين، وخضوع الأم للأشعة 4D للتعرف على جنس المولود، ورؤية ملامحه بدقة أكبر.

علاج الشفة الأرنبية لحديثي الولادة

الجراحة هي أفضل الحلول لعلاج الشفة الارنبية بشكل تام، بمختلف أسبابها وأنواعها. والتي يفضل خضوع الطفل لها عند بلوغه من 3-6 أشهر من الولادة، لضمان نتائجها الإيجابية، والقدرة على إعادة الوجه لشكله الطبيعي والمعتاد. 

عادة ما تستغرق تلك العملية ما يقارب من 6 ساعات على الأكثر، وفقًا لدرجة الانشقاق، وحالة الطفل الصحية في تلك الفترة، ويجب أن تتم على يد متخصصين في ذلك النوع من التشوه، سواء كان طبيب جراح تجميلي، أو جراح الوجه والفك. وذلك لقدرتهم على علاج المشكلة بطريقه نهائية وفقًا لمجموعة من الإجراءات الضرورية قبل الخضوع للجراحة، وأثنائها، والتي تتمثل في:

  1. إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، للتأكد من صحة الطفل.
  2. إعطاء تعليمات ما قبل العملية للوالدين من: عدم الرضاعة، أو تناول الطعام قبل العملية لمدة تتراوح من 4-6 ساعات.
  3. إحضار الأدوية العلاجية الخاصة بفترة النقاهة، والتعافي.
  4. توقيع أوراق الموافقة على التخدير.
  5. فحص حالة الطفل مرة أخرى قبل الخضوع للتخدير.
  6. متابعة الطفل في غرفة الإفاقة لحين انتهاء مفعول البنج.
  7. التأكد من عدم ملامسة الطفل لمحيط الفم، لحين اكتمال شفائه، وذلك عن طريق تثبيت ولف أيدي الطفل.
  8. إعطاء إرشادات العناية المنزلية للوالدين، ومن أهمها المسكنات، عدم الأكل لمدة 24 ساعة والاعتماد على المغذيات الوريدية.
  9. تناول الأدوية في مواعيدها المحددة، والاهتمام بوضع المرهم المضاد على الجرح، لسرعة التئامه، والمساهمة في تفكك القطب.
  10. المتابعة الأسبوعية مع الطبيب للتأكد من نجاح الجراحة، وعدم وجود مضاعفات.

مخاطر الجراحة لعلاج الشفة الارنبية

قد تحدث في بعض الحالات النادرة مجموعة من المخاطر، الناتجة عن عدم الفحص السليم للطفل قبل الخضوع لها. أو حدوث أمر طارئ داخل غرفة العمليات. لذلك يجب أن يهتم الآباء بمراقبة الطفل فترة الاستشفاء، والتوجه الفوري للطوارئ، أو الطبيب الجراح فور ظهور، أي من الأعراض التالية:

  • إصابة الطفل بالحمى.
  • نقص الأكسجين وصعوبة التنفس.
  • تحول الجسم والوجه تحديدًا باللون الأزرق.
  • جفاف الفم، وعدم التبول لمدة لا تقل عن 6 ساعات.
  • تفكك القطب، ونزيف الفم.
  • احمرار وتورم الوجه.
  • فقدان الوعي.

طرق الوقاية من الشفة الارنبية

يصعب الوقاية من احتمالات ولادة طفلك بالشفاه الأرنبية، ويعود ذلك لتصنيفه من ضمن الأمراض الجينية والمرتبطة بالعوامل البيئي التي يصعب السيطرة عليها.

ولكن يمكن اتباع عدد من إجراءات الوقاية الخاصة بالأبوين، والأم على وجه التحديد، والتي تساعد في تقليل خطر إصابة الأطفال المستقبلين بالشفة الارنبية، ومن أهم طرق الوقاية:

  1. الخضوع إلى كافة التحاليل والفحوصات الخاصة بسلامة الرحم، وتوافق الجينات الوراثية بين الزوجين.
  2. اتباع نظام غذائي صحي، وضرورة تناول الفيتامينات وحمض الفوليك عند الحمل.
  3. التوقف عن التدخين، أو التعرض لرائحته.
  4. التوقف عن تناول العلاجات المحظورة على الحوامل.
  5. الامتناع عن تناول المشروبات الغازية والكحوليات.
  6. المتابعة الدورية لصحة الجنين، وفحص السائل المحيط به، للتأكد من عدم وجود تشوهات جينية.

أسئلة شائعة

ما سبب ظهور الشفة الارنبية؟

تعود ولادة الطفل بالشفة الأرنبية إلى وجود عيوب خلقية بالفم، وعدم التحام أنسجة الشفاه بطريقة صحيحة، خلال مرحلة تكوينها في شهور النمو الأولى بالرحم.

هل حمض الفوليك يحمي الجنين من التشوهات؟

نعم، فهو من المواد الأساسية التي ينصح الأطباء بتناولها خلال الثلاث الشهور الأولى من الحمل، وذلك لدورها في تغذية الطفل، والحد من إصابته بالتشوهات الخلقية.

هل هناك علاج للشفة الارنبية؟

نعم، العمليات الجراحية التجميلية، هي أفضل الحلول العلاجية التي يمكن الطفل الخضوع لها، لإعادة ربط الشفاه وعلاج التشوهات المحيطة بها سواء كانت بالأنف أو الحلق. كما ينصح بضرورة إجرائها في عمر يتراوح بين 3-6 أشهر للحصول على نتائج أكثر فعالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *