العين من أهم وأكثر أعضاء الجسم حساسية فهي الجزء الكروي من الجمجمة المتصل بعدد محدد من العضلات لعكس الضوء على الأشياء ورؤيتها بوضوح، فالعين أساس الرؤية وعند حدوث أي اضطراب أو مرض فيه تتأثر باقي الأعضاء به أيضًا، لذا يعد جفاف العينين من الحالات المستعصية التي تؤثر بالسلب على الأفراد وتعيق ممارستهم للكثير من الأنشطة اليومية، لما يسببه من اضطرابات وأعراض مزمنة ينزعج منها المرضى كثيرًا مع تفاقم الحالة لذا يجب معرفة طريقة العلاج المناسبة وذلك بعد استشارة طبيب مختص.
ما هو جفاف العينين؟
متلازمة العين من الأمراض الشائعة التي تؤثر على أكثر من 20 مليون شخص في العالم دون أن يدركوا ذلك. ويتسبب في تخفيض مستويات الدموع بالعين أو تقل جودتها وعادة ما يصيب النساء بمعدلات أعلى من الرجال وخاصةً بفترة الحمل لما تحمله من تغيرات هرمونية جمة بالجسم، قد يرى البعض أن هذا التغير أمر هين لكنه في الحقيقة حالة مزعجة تؤثر على الرؤية وقد تقودك إلى خدمات الطوارئ كمحاولة لحل هذا المرض المزعج ومنع تفاقم الحالة.
أسباب وعوامل خطر لجفاف العين
متلازمة جفاف العين عادة ما تحدث عندما لا تنتج العين معدل الدموع الطبيعي لها، وهناك عدة أسباب أخرى عضوية ونفسية تزيد من خطورة الحالة وشدتها لكن الأكثر شيوعًا هي الأسباب التالية:
الأسباب البيئية
قد يكون السبب الكامن وراء جفاف العينين هي عامل بيئي وأبرزها:
- التدخين المباشر والسلبي.
- التعرض للرياح القوية أو الغبار.
- الهواء الملوث والجاف من أسباب الجفاف.
- كما يكون للتبغ والحشيش تأثيرات بجفاف العين.
- هواء المكيف قد يكون عاملًا بيئيًا بحدوث الجفاف.
- الإفراط في معدلات البكاء والدخول بحالة حزن شديدة.
- التحديق المستمر في الشاشات والجلوس لساعات طويلة أمام الأجهزة.
- التحسس المفرط من بعض الأطعمة قد يكون السبب الرئيسي بالجفاف.
الأسباب الدوائية
أثبتت الدراسات العلمية أن هناك عدة عقاقير تقلل من الدموع وعلى سبيل المثال:
- الإدمان على تناول عقاقير الاكتئاب والمسكنات.
- الاستخدام المفرط للأدوية المضادة للجلطات القلبية.
- مضادات الهيستامين والإسهال من العلاجات المسببة للجفاف.
- العقاقير المهدئة والمنومة تزيد من فرص الجفاف بالعيون.
- كما أن الأدوية المضادة لعلامات حب الشباب تقلل نسبة الدموع.
- العلاج بالهرمونات أو تناول المضادات الحيوية بمعدل عال عن المسموح.
- استخدام حبوب منع الحمل أو بفترة انقطاع الطمث فالنساء هم أكثر الفئات إصابةً بهذا المرض مع التغيرات الهرمونية الدائمة.
الأسباب المرضية
يمكن أن يكون السبب الحقيقي وراء جفاف العينين عدة عوامل مرضية مثل ما يلي:
- الصدفية واحدة من الأمراض المزمنة التي تسبب التهاب الجفن وجفافه.
- إصابة الفرد بأمراض مناعية مع اضطرابات غدة ميبوميان بالعينين.
- يعاني مرضى الكرون من اضطرابات بالرؤية وجفافها مع نقص فيتامين أ.
- الذئبة مرض مناعي يتسبب في تضاؤل معدلات إفراز الدموع من العين.
- مرض جوجروت المدمر للغدد الدمعية وبالتالي تجف القرنية بصورة فورية.
- مرض السكري هم الفئات الأكثر عرضةً للجفاف مع ارتفاع مستويات السكر بالجسم.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن هي حالة عضوية ينتج عنها زيادة قابلية الفرد للإصابة بالجفاف.
- قد تصاب العين بالجفاف عند تعرضها للالتهاب وعدم معالجتها بمجرد اكتشافها.
قد يكون السبب الكامن وراء جفاف العين هو الإصابة بالروماتيزم أو متلازمة جوجرن كما أثبتت فحوص وزارة الصحة السعودية.
الأسباب الجراحية
- الخضوع لجراحات تصحيح النظر أكثر من مرة قد يكون السبب وراء حدوث جفاف العينين. ثم إن الخروج بوقت الظهر وتعرض العين لأشعة الشمس الضارة دون ارتداء نظارة شمسية.
الأعراض: كيف تعرف ان عندك جفاف في العين؟
جهل السبب وراء التهاب القرنية يسبب لهم الارتباك والقلق المفاجئ. لذا فإن معرفة أعراض جفاف العين يمكن أن يساعد بحل المشكلة سريعًا، وقد تختلف الأعراض من مريض لآخر فإليك بعض الأعراض التي تشرح آثار الجفاف:
- عدم الراحة نهائيًا مع وضع العدسات الطبية أو اللاصقة.
- زيادة الحاجة إلى الوميض مع الحساسية المفرطة من دخان التبغ.
- الإحساس بثقل الجفون مع الوخز المستمر بالعين بجميع الأوقات.
- الرغبة الملحة في إغلاق العين لساعات طويلة دون ألم بسبب إرهاقها.
- الحكة المستمرة بالعين من الأعراض البسيطة التي تشرح آثار الجفاف.
- تغييم الرؤية وعدم وضوح الأشياء مع مواجهة صعوبة كبيرة في التركيز.
- تورم العين بالكامل بصورة مفاجئة ودون سبب محدد مع احمرار القرنية.
- الشعور الدائم بالحرقة في سطح العين من الأعراض المشيرة لجفاف العينين.
- تمزقات القرنية عرض جانبي يعانيه الكثير مع الإصابة بالالتهاب والقرنية.
- بعض الحالات تواجه آلام كبيرة عند القراءة أو النظر للأجهزة لفترة طويلة نسبيًا.
- عدم القدرة على البكاء حتى وإن تعرضت لمواقف صعبة ومثيرات عاطفية كبيرة.
- تشعر وكأن القرنية بالكامل جافة وتحتاج للماء من وقت لآخر وهو ما ينزعج منه البعض كثيرًا.
- الحساسية المفرطة من الضوء والشعور بوجود جسم غريب أمام العين حتى وإن لم يكن هناك شيء.
عوامل الخطر بحالات جفاف العينين
إذا كنت تعاني من واحد من الأعراض السابقة أو أكثر فتأكد أنك تعاني من الجفاف وقد تزيد خطورة حالتك إن كنت من الحالات التالية:
- العمر: إن كان عمرك يزيد عن 52 عامًا فقد تزيد فرص إصابتك بالجفاف.
- الجنس: تعد النساء أكثر عرضةً للالتهاب القرنية أكثر من الرجال بسبب التغيرات الهرمونية المستمرة التي تحدث بجسدها.
- العدسات اللاصقة: الارتداء الدائم للعدسات اللاصقة يؤثر على صحة العين ويسبب لها الكثير من المشكلات والأمراض المزعجة مثل الجفاف حساسية عصب القرنية.
- النظام الغذائي: مع تناول الأطعمة غير الصحية المفتقرة للفيتامينات والعناصر الذي يحتاجها الجسم مثل” الأميجا3 وفيتامين أ” قد تصاب بجفاف العينين.
- مرض الباركنسون: وهو حالة تنكسية تصيب الدماغ وتؤثر على الإدراكات العصبية والحركية بالمخ، وعند إصابتك به يقل معدل رمش العين الطبيعي فتزيد فرص الإصابة بالجفاف.
- متلازمة شوغرن: من عوامل الخطر التي تؤكد على إصابتك بالجفاف لأنه اضطراب مناعي يؤثر على ترطيب الفم والعين.
- مراجعة الطبيب في حالة إحساسك بأيًا من هذه الأعراض ليقوم هو بالفحوصات والتشخيصات اللازمة لتحديد نسبة جفاف العينين لدى الحالة والتوجه إلى العلاج المناسب.
طرق تشخيص جفاف العين
العين الجافة حالة شائعة تصيب أكثر من 337 مليون شخص في بلدان العالم. والكشف المبكر له يمنع تفاقم الحالة وتدهورها، فالتشخيص خطوة مهمة لتحديد طريقة العلاج فمن طرق التشخيص المتبعة مع هذه الحالات:
- اختبار شيرمر: طريقة تشخيص دقيقة تتبع ليعرف الطبيب ما إذا كانت العين تنتج النسب الطبيعية للدموع لتكون رطبة دائمًا، وحدوث خلل في نسب تساوي الدموع بالعينين يؤكد تعرضها للجفاف إلى جانب ذلك قد تعاني الحالات من إفراط بالتدميع.
- اختبار الفلورسين: هو اختيار دقيق يستخدم مواد صبغية برتقالية اللون لتوضيح المناطق المصابة بالعين عن طريق تحديد المدة الزمنية المستغرقة في جفاف هذه الصبغة، إذا ظهرت نتائج الاختبار بعد 10 ثوان فذلك يشير على تعرضك لمتلازمة جفاف العينين.
- الفحص المجهري: يساعد الفحص اليدوي بالمصباح بتحديد نسب صعود وهبوط نظام المسيل للدموع بالعين، وقد يحتاج الطبيب لمعرفة التاريخ المرضي الكامل عن العين قبل الفحص.
- قطرات العيون: قد تحتاج بعض الحالات للاستعانة بالقطرات لتحديد مدى ثبات وجودة دموع العين. فيبحث في أنماط تلون القرنية بعد القطرة ويحسب المدة المستغرقة لتتبخر الدموع.
- فحص الأسمولالية: يعتمد الأطباء على هذا الاختبار لقياس مكونات الدموع” الجسيمات والإنزيمات والماء” وإن كانت الحالة تعاني من الجفاف فتكون نسب الماء أقل بالعين.
- أخذ عينة من الدموع: طريقة تشخيصية سريعة يعتمد عليها بعض الأطباء للفحص الدقيق للدموع لمعرفة السبب الحقيقي وراء هذا الجفاف.
علاج جفاف العين ومدته
تساعد زيارة طبيب عيون مختص بتوضيح الحالة الصحية للعين وتحديد الوصفة العلاجية المناسبة حسب شدة الجفاف، والتي تتراوح بين العلاجات التالية:
| نوع العلاج | التعريف |
| الدموع الاصطناعية الدهنية | هي قطرات للعين تعمل على تجديد مستوى الزيوت الدهنية في فيلمك الدمعي لمنع تبخر الدموع مرة أخرى، ويوضع القليل منها على حواف الجفون وغلق العين ليتوزع داخل العين. |
| قطرات دون مواد حافظة | علاج سريع لحالات الجفاف المتوسطة إلى المستعصية الشديدة فهي تمنع تلف أعصاب العين وتبخر الدموع، والخالية من المواد الحافظة أفضل بكثير من الغنية بها لما تسببه من تهيج والتهابات بالعين. |
| جهاز ليبي فلو LipiFlow | يستعين الأطباء بهذا العلاج بعد التأكد من نسبة الجفاف بالعين وتقييم إفرازات الدموع، ويعتمد على تقنية استئصال الحرارة والضغط من الغدد الميبومية المسدودة لإعادة إفرازها بصورة طبيعية بعد العلاج. |
| المراهم العينية الطبية | تتطلب بعض الحالات استخدام هذه المراهم قبل النوم، يكون لها تأثيرات مرطبة على العين وتحافظ على بقاء الدموع في العين. |
| علاج الغدة الميبومية | تفزر الغدة الميبومية طبقة لزجة بالعين تسمى الماليبوم وعند انخفاضها تظهر على الحالات علامات جفاف العين التبخرية. |
| المقابس النقطية | هي أجهزة صغيرة الحجم تثبت بإحدى فتحات العين لتصريف الدموع بصورة طبيعية، وتستخدم لعلاج الجفاف وإبقاء الدموع على سطح العين لمدة أطول. |
| الجراحة | يلجأ الأطباء للجراحة إذا لم تفلح الطرق العلاجية السابقة، وأبرزها جراحة الانسداد الدقيق للقنوات الدمعية وزراعة الغدد اللعابية كبديل للدموع. |
بعد طلب المشورة العلاجية من الطبيب بالعلاج المناسب لحالة الجفاف يقوم هو بتشخيص ودراسة الحالة بالكامل ومن ثم تحديد وصفة طبية تتناسب مع تاريخك المرضي.
مضاعفات جفاف العين
إن لم يتم علاج الجفاف فور اكتشافه، قد تتضاعف الحالة وتصل لمعدل خطير فيصاب العين بمشكلات خطيرة، لذا عليك تلقي العلاج المناسب لمنع المضاعفات التالية:
- تلف السطح الخارجي للعين الجافة.
- تدني جودة الرؤية وتصبح ضبابية أكثر مع إهمالها.
- تفاقم معدل احمرار العين مع تجاهل معالجة الجفاف.
- العدوى البكتيرية بالعين وتعرضها للالتهاب المزمن.
- يتضاعف الألم بالعين لدى الحالات التي تعاني من متلازمة العين الجافة.
- يمكن ألا تتعرض لأيًا من هذه المضاعفات إذا التزمت بخطة علاجية مناسبة لحالتك الصحية بعد وصفها من طبيب مختص.
الوقاية من جفاف العين
من أجل منع وصول هذا المرض إليك، يجب اتباع بعد السبل الوقائية بينك وبين كل ما يسببه حتى لا تكون عرضة لجفاف العينين، وعليك الالتزام ما يلي:
- الانتظام على استخدام مرطبات الهواء على العين بفصول السنة الجافة.
- اخفض إضاءة شاشة الجهاز عند الاستخدام وضعه أسفل مستوى عينيك.
- احرص على ارتداء النظارات الشمسية الواقية عند الخروج لحماية العين.
- التواجد في أماكن مرتفعة وصحراوية يتحتم عليك غلق عينيك لبضع دقائق.
- اهتم بأخذ قسط من الراحة أثناء القيام بمهام تستغرق وقتًا طويلًا أمام الشاشات.
- ابتعد عن التدخين والمدخنين لأنه يزيد من حدة أعراض جفاف العينين مع الوقت.
- التزم باستخدام الدموع الاصطناعية أو ما يصفه الطبيب إن كنت تعاني من جفاف العين المزمن.
- تجنب توجيه عينك لمصادر الهواء بصورة مباشرة مثل مجفف الشعر أو المكيف وغيرها الكثير.
